ختام فعاليات اليوم الأول من النسخة الثانية لمؤتمر التعدين الدولي
الجلسات شهدت نقاشات مستفيضة لصياغة مستقبل أفضل للتعدين تستفيد منه المنطقة والعالم أجمع
اختتمت مساء اليوم جلسات وفعاليات النسخة الثانية من مؤتمر التعدين الدولي، الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -، وسط حضور دولي كبير.
وبدأت أولى جلسات المؤتمر بكلمة افتتاحية لمعالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، أكد فيها على حرص قيادة المملكة على نجاح المؤتمر وتحقيق أهدافه المنشودة للمنطقة والعالم، مثمنًا للمشاركين حضورهم وتفاعلهم في هذه النسخة من المؤتمر.
وأكد الخريف على أهمية الحوار للمضي قدمًا في تطوير قطاع التعدين والمعادن، معتبرًا أن الحوار فيما بين الأطراف الفاعلة في القطاع سيسهم في تعزيز الثقة والاستدامة والتنمية العادلة والمنصفة في هذا القطاع.
وأوضح أن الإقبال الكبير لحضور فعاليات المؤتمر من المختصين والمهتمين بشؤون التعدين يدل على أن مجتمع التعدين يدرك مستوى التحديات، كما يعني أن المملكة نجحت في بلورة دورها المهم والكبير فيما يتعلق بقطاع التعدين في المنطقة، وإطلاق الحوار البناء بين ذوي العلاقة بالقطاع.
وتلا كلمة معالي الوزير انطلاق جلسات المؤتمر التي شارك فيها وزراء وممثلو حكومات عدد من الدول، إضافة إلى مشاركة قادة الاستثمار، ورؤساء كبرى شركات التعدين، وخبراء ومختصين تقنيين في هذا المجال.وفي كلمة رئيسية لوزير الطاقة، صاحب السمو الملكي الأمير، عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، قال إن المملكة العربية السعودية دشنت مشروعات الطاقة النووية، التي تعد من أقل المشروعات من حيث الانبعاثات الكربونية في العالم، وأضاف إن بلادنا قائدة في النفط والغاز ونحن في طريقنا لنقود قطاع الطاقة النظيفة.
وأوضح سمو وزير الطاقة أن المملكة ستصبح قائدًا إقليميًا في الإنتاج النظيف والاقتصاد الدائري للكربون، بعدما أثبتت أنها أقل منتج للكربون، مشيرًا إلى أنها ستحتاج إلى المعادن المهمة والنادرة لدعم صناعة السيارات الكهربائية محليًا، إلى جانب اهتمامها بتصنيع الألومنيوم الأخضر وغيره من المعادن بطريقة نظيفة.
ومن جانبه قال معالي وزير الاستثمار، المهندس خالد الفالح، في حديثه خلال الجلسة الحوارية تحت عنوان “مرونة سلاسل التوريد.. مساهمة المنطقة في تنويع إمدادات المعادن” إن المملكة جمعت الحلول الاقتصادية كافة في مكان واحد، حيث نجمع الشمال بالجنوب والشرق بالغرب لصياغة مستقبل أفضل للتعدين والاستثمار في قطاع التعدين الذي يمثل جزءاً من رؤيتنا الشاملة والمتكاملة التي تهدف إلى أن تكون المملكة في السنوات القادمة أسرع الدول نموا في قطاع التعدين.
وأضاف الفالح أن المملكة تعد صمام الأمان للعالم في مجال الطاقة، والتحول إلى وسائل الطاقة المتجددة والطاقة الذرية والطاقة الشمسية واستخدام الأمونيا في الصناعة وكل التقنيات الحديثة التي يتم تطويرها وتطبيقها على أرض الواقع في قطاع التعدين والصناعة، مبينًا أن العالم يشهد حاليًا تطورًا في قطاع التعدين الذي يعتبر رافداً أساسياً للاقتصاد العالمي، داعيًا إلى التركيز على ربط المناجم بمواقع التصنيع، وإعادة هندسة المشهد عالميًا، والتحول في الطاقة وإنهاء الانبعاثات الكربونية.
وفي جلسة بعنوان: “دور الحكومة في جعل المنطقة وجهة استثمارية لإنتاج المعادن”، قال معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبد الله الجدعان، إن وزارة المالية ممكنة وداعمة للاقتصاد، وقطاع التعدين يُعد ركيزة مهمة من ركائز الرؤية، كما أن هناك احتمالات نمو واعدة في القطاع. وتطرق إلى جهود وزارة المالية ووزارة الصناعة والثروة المعدنية للتأكد من توفير المنصات والممكنات، بالإضافة إلى الدعم الذي يحتاجه المستثمرون من الجوانب التشريعية ومن الجانب المتعلق بالموارد المالية.وأكد معالي وزير المالية على أن السياسات الحكومية والقوانين في المملكة تنظر إلى الجوانب الاقتصادية، كما أنها تحاول إيجاد الوظائف وتنويع الاقتصاد، بالإضافة إلى زيادة الصادرات، منوهًا إلى تطور قطاع التعدين في ظل التكاتف الحكومي الدائم.من جانبه أكد معالي وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية المهندس طارق الملا، نجاح مصر في قطاع البترول والغاز، وتطلعها لنفس الدرجة من النحاح في قطاع التعدين، مضيفًا أنه يجب تغيير تفكيرنا نحو أفضل الممارسات في العالم، والنظر إلى النظام المالي، مع التركيز على السلبيات وحلها، وتخطي الحواجز والمعوقات في ظل معايير الدولة ومواردها البشرية، وتدريب هذه الموارد لتحضيرها للعالمية.وأعرب معالي المهندس طارق الملا عن تهنئته للوزراء والمسؤولين بالمملكة على نجاح المؤتمر في نسخته الثانية، مؤكداً دعم مصر الكامل للتعاون التعدينى مع المملكة، وتبادل الخبرات التي تعزز من فرص البلدين الشقيقين في التكامل والانتفاع بمواردهما التعدينية وزيادة القيمة المضافة.وفي ذات الجلسة قال مايك هنري، المدير التنفيذي لشركة BHB، إنه متفائل بالمستقبل لقطاع التعدين، خاصة وأن العالم يحتاج إلى كميات تصل إلى 3 أضعاف الكميات الحالية من الحديد والنيكل وغيرها من المعادن الاستراتيجية.وفي جلسة أخرى بعنوان “أراضي الفرص.. تمكين التنمية المعدنية في أفريقيا وغرب ووسط آسيا”، قال وزير الدولة للأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية بالمملكة المتحدة، جرانت شابس، إن هناك مجالات كبرى للتعاون بين كل من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية في قطاع الطاقة النظيفة. وأضاف جرانت إن 14 من أنواع المعادن الاستراتيجية توجد هنا في المملكة، والعالم يُدرك الآن أهمية هذا المؤتمر، ويدرك مكانة المملكة التي جلبت العديد من المستثمرين في العالم لمناقشة مستقبل التعدين.ومن جانبه أكد رئيس شركة التعدين العملاقة ريو تينتو، دومينيك بارتون، أن القضية الأكثر إلحاحاً في عصرنا هي تلك الفجوة بين ما نحتاجه من المعادن والطاقة المتجددة وما نحن فيه، مشيدًا بجهود المملكة العربية السعودية في تطوير قطاع التعدين والعمل على تلبية احتياج العالم من المعادن في المستقبل. وقد شهد اليوم الأول للنسخة الثانية، من مؤتمر التعدين الدولي، حفل توقيع 25 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم بين العديد من الجهات والشركات والمؤسسات المشاركة في المؤتمر، حضره وزير الطاقة، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ومعالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر الخريف، ومعالي وزير الاستثمار، المهندس خالد الفالح، ومعالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد المديفر. وتستمر فعاليات المؤتمر يوم غد الخميس بعقد عدد من الجلسات من بينها جلسة بعنوان: “مساهمة المعادن في المجتمع” والتي سيشارك فيها عدد من قادة التعدين الدوليين، وجلسة بعنوان “التعدين الذكي: إنتاج المعادن في العصر الرقمي” تركز على تقنيات الكشف عن المعادن في المستقبل والاستفادة منها في عملية التحول إلى مستقبل أخضر، كما سيشارك عدد من رواد صناعة التعدين في جلسة بعنوان: “خلق عصر جديد من الاستكشاف في المنطقة”.