وزير الصناعة والثروة المعدنية يبحث مع كبرى الشركات البرازيلية توطين صناعة الأغذية في المملكة
التقى معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف خلال زيارته الرسمية الحالية إلى جمهورية البرازيل، عددًا من مسؤولي الشركات البرازيلية البارزة في قطاع صناعة الغذاء العالمي، وبحث معهم فرص توطين صناعة الأغذية في المملكة، ونقل المعرفة والابتكار، ومناقشة أحدث ما توصّلت إليه تقنيات التصنيع الحديثة في هذا المجال، وذلك في إطار جهود المملكة الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي.
وزار الخريف مصنع شركة “Minerva” البرازيلية للأغذية، الذي يعد من أكبر مصانع اللحوم الحمراء على مستوى العالم، خاصةً في مجال إنتاج لحوم الأبقار ومشتقاتها، حيث تصل منتجاته لأكثر من 100 دولة حول العالم، واطّلع معاليه على التقنيات المتقدمة في تصنيع الأغذية التي تستخدم في عمليات إنتاجه، وناقش مع مسؤوليه الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها المملكة في هذا القطاع الواعد.
وتعد شركة “Minerva” لاعبًا مهمًا في سوق الأغذية السعودي، حيث تشكّل واردات المملكة الغذائية 25% من اللحوم الحمراء تحديدًا، كما تعتبر الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني “سالك” من أكبر المستثمرين في شركة “Minerva”، بحصة تصل إلى 33.8% من إجمالي قيمة الشركة، بعد استحواذها عام 2016م على حصة 19.5% مقابل 210 ملايين دولار أمريكي، وفي عامي 2018م و2020م رفعت حجم حصتها باستثمار آخر بلغت قيمته 204 ملايين دولار أمريكي.
من جانب آخر، التقى وزير الصناعة والثروة المعدنية بالرئيس التنفيذي لشركة “JBS”، وهي شركة برازيلية متعددة الجنسيات، تعمل في قطاع الأغذية العالمي، وتعد من أكبر الشركات في إنتاج اللحوم والدواجن بالعالم، كما تعتبر من أبرز شركات الأغذية المستخدمة لتقنية استزراع اللحوم وإنتاجها في المختبرات، حيث تعمل حاليًا على إقامة مصنع غذائي في محافظة جدة بعلامة تجارية تحت مسمى “Seara” ، وباستثمار يصل إلى 500 مليون ريال، ومن المخطّط أن يفتتح مصنعها بنهاية العام الجاري؛ ليشارك في سد احتياج السوق السعودي من الأغذية.
وناقش معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية مع مسؤولي المصنعين، فرص توطين صناعة الأغذية في المملكة، والمزايا النسبية لبيئة الاستثمار في القطاع الصناعي السعودي، إضافة إلى الخدمات والممكنات التي تقدمها المملكة لتحفيز المستثمرين الصناعيين في جميع القطاعات التي تستهدفها الاستراتيجية الوطنية للصناعة.
وحققت المملكة إنجازات مهمة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي الذي يعد من أبرز مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث تسعى بخطط طموحة لتلبية احتياجاتها من المنتجات الغذائية الأساسية في جميع الظروف، حيث عززت الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات الغذائية، تضمنت الاكتفاء بمعدل 100% في منتجات الألبان، و52% من الأسماك، و68% من الدواجن، في ظل ما تمتلكه من قاعدة صناعية قوية تضم أكثر من 1500 مصنع للأغذية بحجم استثمارات يتجاوز 88 مليار ريال.
وبلغت صادرات المملكة من الأغذية نحو 20 مليار ريال عام 2023، وقدّم صندوق التنمية الصناعية السعودي 23 قرضًا للمصانع الغذائية بقيمة 700 مليون ريال، فيما قدّم بنك التصدير والاستيراد السعودي أكثر من 3 مليارات لدعم صادرات الأغذية خلال العام نفسه.
ويعد قطاع الدواجن من أهم قطاعات صناعة الغذاء في المملكة، حيث يساهم بصورة فاعلة في تعزيز الأمن الغذائي وتنمية المحتوى المحلي، ووصل معدل الاكتفاء الذاتي فيه 65%، فيما تستهدف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي وصول معدل الاكتفاء الذاتي من الدواجن 80% بحلول عام 2025م، في حين تستهدف الاستراتيجية الوطنية للصناعة جذب استثمارات نوعية لقطاع إنتاج وتصنيع الدواجن بقيمة 17 مليار ريال حتى عام 2035م، إضافةً إلى جذب استثمارات في قطاع اللحوم بقيمة 20 مليار ريال حتى عام 2035.
وتأتي زيارة معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف الحالية إلى جمهورية البرازيل ضمن جولة اقتصادية لمعاليه، تشمل البرازيل وتشيلي خلال الفترة من 22 إلى 30 يوليو الجاري، حيث تُركز الزيارة على تعزيز التعاون المشترك في القطاعين الصناعي والتعديني، وبحث فرص توطين صناعتي الأدوية والأغذية، واستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاعي الصناعة والتعدين بالمملكة.