علامة الجودة السعودية دليل الأمان والثقة للمستهلك (الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة)
لم تعد الجودة كما كانت في السابق مطلباً يُعبِّر عن ضمان جودة المنتَج فقط، بل تحولت الجودة – مع ارتفاع وعي المستهلك – لتصبح متطلبا أساسياً للمنتجات والخدمات، وتتنافس العلامات التجارية فيما بينها للحصول على ثقة المستهلك وتحقيق احتياجاتٍ تفوق توقعاته من خلال توثيق جودة المنتجات بالعلامات التي تعطي الثقة وتحقِّق التنافسية العادلة في السوق، وذلك من خلال استيفاء المنتجات لمتطلبات المواصفات القياسية والتشريعات ذات العلاقة.
وتقوم الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بجهود مستمرة لنشر التوعية اللازمة بثقافة الجودة وأهميتها وعكس أثرها على تعزيز المكانة التنافسية للسوق السعودي، وذلك برفع معدل مستوى جودة المنتجات، بما في ذلك سلامة السلعة التي تصل إلى المستهلك، من خلال التأكد من استيفاء السلع للمتطلبات الأساسية المتمثِّلة في صحة وسلامة المستهلك والمحافظة على البيئة والأمن الوطني وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وذلك لضمان الاستدامة البيئية.
وقد أنشأت هيئة المواصفات “علامة الجودة” وأصدرت لها اللوائح التي تتضمن مجموعة من الاشتراطات والمتطلبات، بما في ذلك الإرشادات. حيث تبدأ رحلة الحصول على العلامة من خلال تقدُّم الصانع بطلب رسمي لمنح منتَجه المعني العلامة، وذلك وفقا لشروط ومتطلبات محدَّدة لمنحه ترخيص حق استعمال العلامة على منتَجه، وهي تدل على أن المنتَج قد تم فحصه واختباره للتأكد من مطابقته لمتطلبات المواصفات القياسية المعتمدة واللوائح الفنية ذات العلاقة، وأن المنشأة المعنية لديها نظام إدارة جودة يستوفي المعايير والاشتراطات ذات العلاقة، وذلك في جميع مواقع الأنشطة المتعلقة بالمنتَج، بما يضمن قدرة تلك المنشأة على استمرار تقديم المنتَج بالجودة المطلوبة طوال مدة سريان العلامة، وذلك من بداية الإنتاج حتى وصول المنتَج إلى المستفيد النهائي ضمن دورة حياة المنتَج. ،
وعلاوة على ذلك، فإن للعلامة أثرا كبيرا ينعكس بالفائدة على المنشآت الحاصلة عليها وكذلك المستهلك، فعلى سبيل المثال، فإن العلامة:
1 –تُرشِد المستهلك نحو السلع المطابقة للمواصفات القياسية.
2 – تُكسِب المستهلكين رضاهم وثقتهم بالمنتجات الحاصلة عليها.
3 – تُسهِم في زيادة المبيعات.
4 – تعمل على تسهيل عقد اتفاقيات التصدير والاعتراف المتبادل مع الدول الخارجية.
5 – تعمل على تطوير وتحسين المنتَج للمنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.
7 –تُعزِّز شهرة وسمعة المنشآت محلياً وإقليمياً ودولياً.
8 – تُمكِّن من انسيابية دخول السلع عبر المنافذ الجمركية.
9 – تُسهِم في زيادة صادرات المنتجات السعودية للأسواق العالمية.
10 – تُعزِّز من مستوى المحتوى المحلي.
واستشعاراً من هيئة المواصفات والجهات الرقابية ذات العلاقة بضرورة الارتقاء بمستوى المطابقة للمنتجات عالية المخاطر أو المنتجات المستهدَفة في برنامج الحماية من المنافسة غير العادلة، فإن الهيئة تُتيح خيار فرض علامة الجودة السعودية (المستوى الأعلى “النوع 5” من مستويات نماذج تقويم المطابقة) على تلك المنتجات كأحد الخيارات التي تُعرَض على اللجنة التوجيهية للمطابقة بعد تتبُّع ودراسة مخرجات مؤشر المطابقة ورصد الحوادث للمنتجات عالية ومتوسطة المخاطر، وتوصيات لجنة حماية المنتجات المحلية من المنافسة غير العادلة، والرفع بالتوصيات بفرض علامة الجودة على أي منتَج قد يؤثِّر على سلامة وصحة المستهلك، بعد توفير المسوغات اللازمة وفقاً لالتزامات المملكة في منظمة التجارة العالمية (WTO) ، ولا سيما فيما يتعلق باتفاقية العوائق الفنية للتجارة (TBT) المتعلقة بتيسير التجارة البينية.
وقد ألزمت الهيئة المصنِّعين والمورِّدين بالحصول على علامة الجودة بشكل إلزامي للمنتجات التالية:
• الأجهزة التي تعمل بالغاز وملحقاتها.
• حديد التسليح.
• الإسمنت.
• الخرسانة جاهزة الخلط.
• بلاط السيراميك (بما في ذلك البورسلان).
• مسطحات الحديد.
• ألواح الألومنيوم (الكلادينج) لتكسية المباني.
• المواد المساعِدة على تحلُّل البلاستيك.
• التوصيلات الكهربائية.
وتواصل الهيئة جُهودها لدراسة مدى إمكانية التوسُّع في فرض العلامة على المنتجات التي تقع ضمن اختصاصها، وبحسب درجة خطورتها، وذلك وفقا للممارسات العالمية في هذا المجال، مع الأخذ في الحسبان التزامات المملكة في منظمة التجارة العالمية (WTO) المتعلقة بتيسير التجارة.
ويشار إلى أن الهيئة أعلنت في وقت سابق أن عدد المنتجات الحاصلة على العلامة أكثر من 138 ألف منتَج، حيث تُشكل المنشآت الوطنية 50% من إجمالي عدد المنشآت الحاصلة عليها، كما حصل على العلامة 942 منشأة من 32 دولة حول العالم، فضلا عن العديد من المنشآت التي في طور الانضمام للشركات الحاصلة على العلامة والسعي لتحقيق متطلبات وشروط الحصول على العلامة.
كما أن الهيئة أتاحت للمستهلك حلولا تقنية للتأكد من صحة علامة الجودة وصحة وجودها على المنتَج من خلال تطبيق “تأكد” وهو تطبيق إلكتروني متوفِّر في متاجر الجوالات الذكية، إذ أنه لا يتطلَّب من المستهلك إلا تمرير الكاميرا على الرقم التسلسلي للمنتَج (Barcode) للتأكد من حصول المنتَج على العلامة، وبالإضافة إلى ذلك فإن تطبيق “تأكد” يوفِّر خدمات أخرى مفيدة للمستهلك.